Le destin ressemble à ces nuits entières
oubliées dans l’encrier... Salah Al Hamdani
كلما تمرستَ بحلِ عقدُ الحياة
تساقطَ من حولكَ من يتصنعُها... صلاح الحمداني
Site officiel de Salah Al Hamdani
ــ موقع صلاح الحمداني ــ
التركيب اللغوي في نصوص الشاعر العراقي صلاح الحمداني
صلاح الحمداني
الشاعر الناقد علاء حمد
التركيب اللغوي في نصوص الشاعر العراقي صلاح الحمداني
كتابة: علاء حمد
نقصد من وراء التركيب اللغوي، التركيب الجمالي في المقام الأول، والتركيب الشعري (اللغة الشعرية) التي لا نغفل عن تواجدها في تراكيب الجمل الشعرية وصيرورتها في النصّ الشعري الحديث؛ وتطرق الجمالية الأسماع عبر المنظور الإستطيقي للجمالية، وتهيمن الإستطيقية على جميع الجهات، بداية من أقرب صورة شعرية تواجهنا أو أحد عناصر منظومة الدهشة التي توازي البعد الإستطيقي في المعنى الفلسفي؛ وتعد الغاية من علم الجمال البحث في ماهية الجمال وليس في أنواعية الجمال، لذلك من مؤثرات المنظور الشعري تلك المعاني النازلة على عبقرية الحدث الشعري ومدى إزاحته جماليا، كي نمتلك أبعادا فلسفية في المعنى وفي اللغة الشعرية التي تسبب ذلك المنظور الإستطيقي من خلال التراكيب والبناء الفني لأجزاء النصّ الشعري
وإذا أردنا الخوض بالمنطق التفكيري وعلاقته بالتركيب اللغوي، فهناك مساحة واسعة بهذا الاتجاه، ومنها الدلالة اللغوية، الأثر الشعري والمعنى، الأثر التخيلي والمطابقة واللاشعور؛ وتتعدد العناوين من خلال العلاقات التي لا
تنتهي
...
نهاية الحرب
عندَ نهايةِ الحربِ
لَمْ يَعُدِ المنفيونَ
سماؤهُمْ تاهتْ في أمكِنةِ الماضي
وأيامُهُمْ، تشبِهُ الجرادَ المنذورَ للرَّمادِ
وحدَهُ الفراغُ يَصْفُرُ في نُواحِ المُختَفينَ
وفي الأعالي قمرُ الوالدةِ
يُغشى عليهِ بعزلتِهِ
أنْظرْ يا أبتي
لقد ماتَ قمرُ الوالدةِ وحيداً
قصيدة: نهاية الحرب – ص 19 - إضاءات / من دفتر عراقي منفي
...
إنّ مثل هذه النصوص التي تعتمد على الدلالة اللغوية بإثارة المعاني؛ لابد أن نكون في مساحة من المعنى اللغوي أيضا، فالتركيب اللغوي له مشتقات عديدة، ومن هذه المشتقات أيضا عفوية الكتابة التي أكدت السريالية عليها وبالخصوص زعيمها (أندريه بريتون) وهي ضمن الكتابة الآلية التي تؤدي إلى ما وراء الواقع والميول إلى الوعي من خلال اللاوعي (بيد أنّه لا يحقّ لنا أن نستخلص من ذلك أنّ الكتابة الآلية لامعنى لها، فكلّ ما يوجد يحمل معنى وكلّ ما يوجد في الإنسان يحمل معنى إنسانيا. وليست الكتابة الآلية نتاج "الصدفة، وهي لفظة مناسبة جدا لتمويه مالا نعرفه" بل هي بطبيعتها ثمرة الإنسان وتعبير مباشر عن الواقع الإنساني "ونبقى مع موضوع المعنى اللغوي"، باعتبارنا في جانب التركيب اللغوي
عند نهاية الحرب + لم يعد المنفيون + سماؤهم تاهت في أمكنة الماضي + وأيامهم، تشبه الجراد المنذور للرماد، وحده الفراغ يصفر في نواحِ المختفين + وفي الأعالي قمر الوالدة + يُغشى عليه بعزلته
انظرْ يا أبتي، + لقد مات قمر الوالدةِ وحيداً
...
ثلاثة تقاسيم استدلالية تربط بعضها ببعض من خلال المنظور الاستدلالي، فإذا قسمنا النصّ الأول والذي يترك فراغا للنصّ الثاني، فسوف نعبر للنصّ الثالث من خلال مساحة الفراغ، فالمعنى الذي نثمنه من خلال الطرح الاستدلالي، هو المعنى الذي يتقبل المصداقية، فالحرب مثلا، من الأمور المنظورة والتي حدثت في العراق، إذن لا تراجع عن هذه المفردة والتي تمتلك المساحة الواسعة للمعاني. ومن بين القواعد المعلنة من أفكار أرسطو نذكر ما يلي: ( أ ) هي ( ب )، و ( ب ) هي ( ج )، إذاً ( أ ) هي ( ج )
( عند نهاية الحرب = وحده الفراغ يصفر في نواحِ المختفين = انظرْ يا أبتي
عند نهاية الحرب = انظرْ يا أبتي
فالربط الذي امتد بين النصوص، هو الاستدلال، فنتيجة المعاني كانت صحيحة، وذلك لأننا غيرنا مطالع النصوص حسب قاعدة ( أرسطو )، وليس بإمكاننا أن ندخل إلى كلّ نصّ حالات الاستدلال، فالمهمة التي نحتاجها ضمن فلسفة المنطق، وهذه الفلسفة صالحة تماما عندما نكون مع التركيب اللغوي، كي نستطيع أن نستنشق الدلالة اللغوية من خلال تعدد المعاني وتغيير أماكنها بسهولة
...
إذا كانت أجملُ السماواتِ
تلك التي تتسع لتأملات الحالمين والمحتاجين
فإنّ أوحش المراكب
تلك التي لا توصلُ المنفيين إلى اليابسة
قصيدة: الجرح – ص 12 - إضاءات / من دفتر عراقي منفي
...
على الواضع أن يضع ما تيسر له من معرفة وإدراك، ومن معرفة ومنظور ذاتيين، وفي هذه الحالة نطرق الدلالة الذاتية وما يدور بها من معرفة خارج الحدس، فاختلاف المعنى يتوضح من خلال المشاهدة والإدراك، لذلك نلاحظ أن الشاعر لا يكون فقط ضمن الاستدلال، وإنما ضمن الدلالة الذاتية التي تقودنا إلى تتبع الوعي من خلال اللاوعي، وتتبع الاستبصار من خلال ضرب من المعرفة
...
إذا كانت أجملُ السماواتِ + تلك التي تتسع لتأملات الحالمين والمحتاجين
فإنّ أوحش المراكب + تلك التي لا توصلُ المنفيين إلى اليابسة
...
انطلاقات الشاعر صلاح الحمداني خارج المحدود، فالقطعة التي رسمها ليست فقط تؤدي إلى معنى من المعاني الفطرية، وإنما تؤدي إلى نوع من المعنى الفكري، فيظهر الفكر من خلال خصائص الأشياء ومدى استدراجها في المنظور الشعري، ونلاحظ بأن الشاعر ميز بين قطعتين دون فواصل أو فراغات، بل كان الفاصل الأول هو المعنى، فخارج الموضوع المحدد أشار الشاعر إلى بعض الأشياء ( المحققة )، فبيّن السماء التفكرية والتي أراد منها أن تكون المساحة الواسعة للحالمين، والشاعر لم يخرج من الحلم بمحدودية معينة، فالأحلام خارج المحدود، ومن هنا أشار إلى فضاء السماء غير المحدودة، وذلك من خلال البصر والبصرية، وهي خارج الحواجز، لتصبح موضوعا متعلقا بالتأمل والحلم.
لقد مال الشاعر إلى المراكب، تلك المراكب التائهة التي لا تفي بمواعيدها عندما يقصدها المنفي، فمصيره إما الضياع أو الغرق، هذه الخاصية المنظورة دلّت على أعمال شائعة، وشيوعها من خلال التجارب العديدة خارج البلد. فالشاعر لم يسمح للخاصية أن تتحقق ولكنه، سمح بها أن تتواجد كمعنى يتداوله المنفيون وهم يعانون
التنقلات والاستقرار
...
ضمن ملف نقدي مطول تحت عنوان : الكائنات التخييلية
في نصوص الشاعر العراقي صلاح الحمداني
"الكتاب الرابع، لعربة الشعر"
علاء حمد
https://www.facebook.com/alaa.hamad.16