Le destin ressemble à ces nuits entières
oubliées dans l’encrier... Salah Al Hamdani
كلما تمرستَ بحلِ عقدُ الحياة
تساقطَ من حولكَ من يتصنعُها... صلاح الحمداني
Site officiel de Salah Al Hamdani
ــ موقع صلاح الحمداني ــ
صلاح الحمداني ـ من دفتر عراقي في المنفى
مرور الذكرى الخامسة للحرب على العراق التي أدت إلى انهيار النظام الديكتاتوري، واحتلال البلاد وشرعنة ذلك بموجب قرار مجلس الأمن 1483
ملف الثقافة الجديدة
العدد 324/ 2009
http://www.althakafaaljadeda.com/324/18.htm
يشكّل مرور الذكرى الخامسة للحرب التي أدت إلى انهيار النظام الديكتاتوري، واحتلال البلاد وشرعنة ذلك بموجب قرار مجلس الأمن 1483، مناسبة لمراجعة تجربة معقدة ومريرة ما زال الشعب العراقي يخوض غمارها. لقد كانت هذه الحرب منذ البداية موضوعاً خلافياً حاداً، أدت إلى وضع العراق على مفترق طرق غير واضحة النهايات. فأرست فيه مقدمات نظام ديمقراطي إتحادي لم تتشكل معالمه بعد، وأججت داخله جملة صراعات طائفية وقومية تهدد وجوده في العمق، وجعلت منه الخط الأول لصراع الولايات المتحدة مع الإرهاب الدولي.
عن هذه الموضوع توجهت المجلة إلى عدد من الباحثين والكتاب للمساهمة بتقديم دراساتهم حول إحدى القضايا المطروحة للنقاش
-دلالات خيار الحرب الأمريكية على العراق، شرعيته ونتائجه على مستوى السياسة الدولية والعربية
-أبعاد الصراعات السياسية والفكرية لعراق ما بعد الديكتاتورية
-مستقبل الدولة المدنية وملامح النظام الديمقراطي الناشئ في العراق.
-الخلفيات الاجتماعية والثقافية لظاهرة الإسلام السياسي، ومصيرها.
-المشروع الاقتصادي لسلطة الاحتلال (الثروة النفطية، الاقتصاد الحر).
-مفهوم الاحتلال والسيادة الوطنية.
-الثقافة كهوية عراقية جامعة.
-سياق العنف الطائفي ودلالاته.
-كذلك توجهت المجلة إلى عدد آخر منهم لاستكتابهم حول السؤالين الآتيين: هل تعتقدون بأن ما قد حدث في العراق منذ عام 2003 يزكّي نظرتكم الأولى عن الحرب؟ ما هو برأيكم السبيل للخروج من الوضع الراهن؟
ما ننشره في هذا الملف هو كل ما وردنا من السادة الذين استجابوا لدعوتنا مشكورين.
صلاح الحمداني
ازدواجية الكابوس العراقي لا للإرهاب .. لا للاحتلال
2009
وقعت الحرب، انهارت الفاشية، وسقطت بغداد. هذا هو واقع الحال اليوم. أن العراق محتل من قبل الأجنبي، وأبناؤه يتقاتلون فيما بينهم. لا أتمكن من الإجابة على سؤاليكم من دون التطرق إلى الماضي القريب، وأن أزن ثقل الأحداث وأسئلتها، والولوج فيها رغم مرارتها. وسيكون جوابي بمثابة موقف أسجله هنا ليس لكوني عراقياً فحسب، وإنما لكوني آدمياً قبل كل شيء.
للتذكير، أن مناهضتي للحرب لم تكن من أجل الدفاع عن زمرة من قطاع الطرق، أجلاف، وعصابات بدوية متخلفة، جلبت المآسي، وقادت شعبا كاملا إلى المجازر، بعد أن دمرت حضارته، وأعدمت ثقافته، ونهبت خيراته وأثاره، وذلك قبل مجيء المحتل الأجنبي. وإنما كان من أجل أهل العراق، الذين ضحيت مع الكثيرين من أجلهم. واليوم، وبعد أكثر من خمس سنوات على انهيار النظام الفاشي، وسقوط بغداد، فأن سماء الوطن وعلى الرغم من كل ما جرى، ويجري، تبقى صافية زرقاء، حين لا يستظل تحتها دكتاتور!.
بطبيعة الحال، لا يهمني مزايدة من يتخندق اليوم بالشعارات الوطنية المزيفة، والبكاء على ضياع "سيادة" الوطن. وينادي بالتحرير، لكنه يتناسى بأنه كان من مطايا الدكتاتورية، التي كانت السبب الرئيسي لمجيء الاحتلال. وسوف لا استمع إلى من يريد إقناع ضحية الفاشية، بأنها كانت أحسن حالا، يوم كانت تغتصب من قبل الدكتاتورية، وأن الاحتلال هو أكثر وحشية من الإرهاب السلفي والبعثي، الذي يعصف بوجودها اليوم. لصاحب نظريات كهذه، أقول: للضحية وحدها، الحق برؤية جلاديها مسمرين بتوابيتهم.
في عراقنا العزيز، هناك شرائح كبيرة من الناس، تختلف في رؤيتها إلى الاحتلال. ولا أعتقد أن ما يشغل حياتها اليومية، هو طرده. بل أتصور أن ما يشغلها، بالإضافة لفقدان الأمن، ومشاكل السكن والبطالة والكهرباء وشحة ماء الشرب الخ، هو إيجاد معنى لهذا "الوطن". ماذا يقصد بالوطن؟ ولماذا عليه أن يموت من أجل الوطن؟ هذا إذا عرفنا، بأن الوطن الذي أقصده، كان ولأكثر من 35 عاما، مربوطا مثل رأس المعزة برقبة صدام وحزبه الفاشي. كيف الإجابة وقد مسخت تلك الدكتاتورية مفاهيم "الوطنية والوطن؟". فالوطن كان يعني أن يضحي العراقي من أجل بقائه. الوطنية، كانت تعني، أن يجوع الشعب ويشرد ملايين العراقيين في المنافي والأنفال، وتموت أجياله وأطفاله، ويذهب رجاله إلى الحروب، ليعودوا محمولين بالصناديق، ورغم ذلك كان على ذويهم أن ينشدوا "بالروح بالدم نفديك يا صدام”!.
لقد ضاعت "الحسبة"، ليس فقط على المواطن البسيط، بل كذلك على مفكريه. أليس من حق العراقي، أن يتساءل لماذا كان يقاتل؟ هل كان يقاتل من أجل الوطن؟ أم من أجل رأس صدام وحزبه؟ ولماذا كانت أرواح أطفاله تقدم كفدية بسبب الحصار الجائر، الذي جاءت به نفس تلك الدكتاتورية ونظامها، بتحريض وبمساعدة الأنظمة العربية، التي تبين بعد سقوط هذه الدكتاتورية، بأنها لا تريد الخير لا للعراق ولا لشعبه. ألم تكن هذه الأمة العربية ذاتها من تحالفت مع الدكتاتورية، لكي تشن هذه الأخيرة حروبها بالنيابة عنها؟ ألم يكن الشعب العراقي حطبا لتلك الحروب؟ نعم، هذه الأسئلة وحدها ستعكر رؤيتنا لمستقبل العراق، وسنكون غير منصفين لا "أخلاقيا" ولا "وطنيا" أذا لم نجب عليها بجرأة.
فإذا لم يتمكن العراقي، وأقصد هنا المواطن المنحدر من أي من الطوائف والأديان والأقليات، من غربلة مفهومه للوطن وإزالة ما علق بهذا المفهوم من تراكم أوساخ الأطروحات المزيفة "للعروبيين والإسلاميين السلفيين الوهابيين والصداميين"، فلا أعتقد أن المواطن العراقي، ولا أنا ولا أنتم، سنتمكن من الإجابة على سؤاليكم! وهناك سؤال سيبقى قائما بذاته: لو افترضنا أن الاحتلال هو صراع بين "الحرية والعبودية؟" فهل يعني هذا، أن نظام صدام كان يمثل الحرية؟ إذا لم نتمكن في الإجابة على هذا السؤال، في الأقل كآدميين، فلا أعتقد أن لأحد الحق بالمزايدة على "وطنية" ملايين العراقيين البؤساء، الذين كانوا بالأمس القريب من المتضررين المباشرين، وحطبا لأفران سجون ومنافي وحروب "بعث" صدام، وأجندة الأنظمة العربية.
جريمة لا تغتفر تلك الخدعة الفاشية "العروبية" التي تقول اليوم، أن "الوطنية" والإخلاص "للعراق" هي أما أن تكون مع جلادك، أو ضد الاحتلال! أنهم يحشرون الموسى عمدا في حنجرة العراقي المغلوب على أمره، كي لا يستطيع سحبه ولا ابتلاعه! وكيف على من نبش الأرض ليخرج رفات أبيه وأخيه الصغير من المقابر الجماعية، أو من كان ضحية "حلبجة" والأنفال، أن يضم صوته مع من ينبح: "لو بقى صدام وحده، فسأكون معه”!.
”لا لصدام لا لبوش". "لا للدكتاتورية لا للاحتلال". "من أجل الديمقراطية والفيدرالية للعراق". هذا ما كنا نطالب به لشعب العراق. ومن كامل حقنا، أن نرفض اليوم مزايدات من فشلوا بتقييمهم لمفهوم "الوطن والوطنية"، وأن نرفع أصواتنا: "لا للاحتلال لا للإرهاب البعثيسلفي، لا للدين السياسي"، لأن العراقي اليوم هو ضحية كل هذه العوامل مجتمعة.
أن ما أحدثه الاحتلال في العراق من صعقة هائلة، بدأت تظهر إيجابياتها وسلبياتها بمرور الزمن. صعقة أحدثت انفلاتا في تضارب المصالح الحيوية، بين الضحايا أنفسهم، وبين المحتل والدكتاتورية من جانب، وبين ما يجري اليوم من اقتتال مع بقايا أرث هذه الدكتاتورية، وضحاياه القدامى من جانب أخر. أقصد أن الاحتلال مكن ضحايا الدكتاتورية [ولا أحد برأيي يستطيع نكران ذلك] من الخروج من مقابرها الجماعية، وسجونها ومنافيها، لتحطيم جدران خوفها، وراحت تتقاتل جسديا مع ما تبقى من مخلفات جلاديها القدامى، ولم تتوان عن استئصالهم باستخدام نفس طريقتهم الهمجية، التي كانوا مستفحلين من خلالها على وجودها لأكثر من 35 عاما.
ما هو فظيع حقا، أن الدكتاتورية، لم تتمكن على الرغم من جبروتها، ومؤسساتها القمعية من المحافظة على توازنها. وبدل الدفاع عن شعبها الأعزل الذي بددت ثرواته، راحت تحاول إعادة تنظيم نفسها، وتحمل انفلات قدراتها، بالتنسيق مع أكثر التنظيمات السلفية ظلامية وفتكا، مثل "القاعدة"، والأنظمة والحكومات العربية والإسلامية المحيطة والبعيدة بالعراق. ولم يكن الهدف من وراء هذا التنسيق، هو استهداف المحتل الأجنبي، لطرده، واسترجاع كرامة الوطن "المدنس!"، وإنما جاء لرد الاعتبار للهيبة الفاشية البعثية، التي فقدت بكارتها ومرغت بالوحل، أمام أنظار ضحيتها العراقية التي كانت معتادة على الاستفحال عليها. وبدل الاعتذار من هذه الضحية، وطلب المغفرة منها لكي تساندها لطرد المحتل، راحت تعمل بكل عنف ووحشية مع القتلة والطائفيين العرب لكي تثأر من الشعب لا لشيء، سوى لأنه لم يخرج للدفاع عن وجودها. عنف ضربة المحتل التي تلقتها الفاشية، وما تلاها بعد ذلك من ضربات ضحاياها العراقيين، جعلها ليس فقط تتخبط، وإنما أخذت تطمس يوما بعد آخر، في ظلام قبرها وبؤس المصير.
أن الاحتلال استأصل بالكامل جذور الخوف، والرعب الذي كان مهيمنا على نفسية وعقل ضحية النظام البائد، حيث أخذت تلك الضحية، ولو بتلكؤ وسوء تصرف، بتنظيم نفسها هي الأخرى، وتضميد جراحها، لأنها تدرك أن المنازلة الأخيرة مع ما تبقى من الذين يحلمون بعودة الدكتاتورية لكي تغتصبها من جديد لم تنته بعد. كل هذا من وجهة نظري، هو إيجابي لأنه وضع العراق وبكل طوائفه وقومياته وأديانه ومفكريه في مخاض عسير، قاس، ولكنه مفتوح على جميع الاحتمالات، ما عدا احتمال عودة البعث أو الفاشية مرة أخرى للحكم في العراق، وهذا وحده، سيكون مكسبا تاريخيا ستقيمه الأجيال العراقية يوما، وستقيم له المراسيم الاحتفالية الوطنية.
أعتقد، أن قسما كبيرا من ضحايا النظام البائد لا يرغب بتسليم مصيره بيد أي كان من رجال السياسة العراقية اليوم، بعد أن جربوهم. ولا أتصور أن الشعب سيسمح لأحد بأن يحمل أمانيه ومستقبل أولاده بدلا عنه لفترة أطول من التي مضت. وهذه الفكرة وحدها تشكل مردودا "ربحيا" أن صح التعبير، للديمقراطية الناشئة، والمجتمع المدني. هذا يعني، أن أبناء الشعب وبناته يريدون أن يكونوا المسئولين عن مستقبلهم وأقدارهم، بعد أن خيب ظنهم من كان يهتك بأرواحهم باسم الوطنية المزيفة، واليوم أخذوا يشككون بمن جاء مع المحتل باسم الدفاع عنهم. لا زلت أرى، أن ضحية النظام البائد، هي في طور بدايات تكوينها، في بدايات استرجاع آدميتها المستلبة، وهذا برأيي، ما يجعلها تؤجل، انتفاضتها من أجل طرد المحتل، وربما سيأخذ هذا زمنا ليس بالقصير.
أن ما حدث في العراق، ومنذ هروب الدكتاتور، وسطو الاحتلال الأمريكي على كل ما هو حيوي فكريا ووطنيا واقتصاديا، وارتباط ذلك عضوياً بالانفلات الأمني منذ مجيئه، قد عجل من وتيرة التدهور، مما لا يترك مجالا للشك، بأن الاحتلال زاد في عقدة مرض العراق المريض أصلا، بسبب سياسة الطاغية المقبور وحزبه النازي، وأن ما أصاب كيانه من تدمير متعمد أو غير متعمد، لا يوجد له في الأفق، ولعقود من الزمن أي شفاء. وذلك يعود لأسباب عدة، وأهم هذه الأسباب هو خراب العلاقات الاجتماعية بين أطياف القوميات العراقية وطوائفه الدينية والأثينية، وفقدان الروح الوطنية عند الفرد العراقي، والتي للأسف، ما برح الجميع يخمدها بالنفاق العروبي الفارغ، والتصريحات الدينية الزائفة، ناهيك عن خطأ التقارب بين اليساريين والليبراليين، من جهة، وقدامى البعثيين، من جهة أخرى.
سوف يبقى الاحتلال معيقا لمستقبل العراق السياسي، وسيثقل كاهله، ويبطئ من تطوره، وعلى جميع المستويات. حيث ستبقى ماكينته السياسية مصابة بالعطب، وبالكاد ستتمكن من أن تخطو دون التعثر بأوجاع ماضيها وحاضرها، وسوف لن ترى المستقبل بوضوح، لطالما هي سجينة فرضيات الأمر الواقع، من رؤية وأجندات المحتل الخبيثة، التي ستجعل من العراق وكأنه حصان جامح، لكنه مقيد بصخرة كبيرة. ولذلك سيبقى يصهل في مكانه، عرضة لتكالب الفصول الصعبة القادمة، إلا إذا برز قادة جدد لإدارة أمور العراق يسعون إلى ردم الخلافات الطائفية، والامتثال لصوت العقل والحكمة، لكي يتمكنوا من تحطيم هذه الصخرة، أو فك قيود هذا الحصان، لينطلق نحو عالمه الجديد. بلا شك، سوف لن يكون بالأمر السهل، خصوصا، وأن ضحية النظام البائد، لا ترى في الأفق من سيكون اليوم مرشحا فعلا للاقتصاص من جلاديها القدامى، وهي تشاهدهم يعوضون ماديا وسكنيا وتقاعديا، ومنهم من عاد فعلا لمنصبه القديم، بينما هي لا زالت عرضة للنهب، ويسلخ جسدها ويعبث بوجودها، ولم تسترجع من حقوقها المهدورة أي رمز يعيد لها كرامتها. لقد خذلها الجميع. ولم تعد تدري من سيداوي جراحها، ويخفف عنها مصائبها، وسط احتدام الأمور، وتسارع الأحداث، بين الاحتلال والبطالة والمفخخات البعثية، والسرقات الهائلة لخزينة الدولة، ناهيك عن الكراهية العربية لها.
فيما يخص الكراهية العربية "لشعب عراقي من دون صدام"، يجب توضيح نقطة مهمة: أن أمريكا لم تأت للعراق لكي تخرج بسبب الإرهابيين أو بعض "المقاومين" كما يحلو للصداميين الهاربين عن وجه العدالة، والبعثيين المتواجدين للأسف في البرلمان العراقي، وقسم كبير من الشعوب العربية، حيث تسمي الإرهاب في العراق "مقاومة". وسوف لن تقبل "أمريكا" ومعها "الغرب"، رغم انسحاب بعض المتحالفين، والذي سوف لن يؤثر على الترسانة العسكرية الجبارة للمحتل، بأقل من استئصال رؤوس من تعتبرهم إرهابيين أو يشجعون عليه، وستقلب موازين المعادلات القديمة، وستغير من طبيعة أنظمة الدول والبلدان المجاورة للعراق، حتى لو أعطت لذلك خسائر بالأرواح تضاهي حجم ما خسرته للآن من جنودها في العراق مئات المرات. لذلك على من يريد بناء عراق جديد، فليس من مصلحته ترك ضحية النظام البائد، تندب حالها، وتأخذ تقرأ حثالة الفنجان، وستقرئ الحجر في رؤية مستقبلها. عليه أن لا يهملها، لأنها ستكون سنده الوحيد في مواجهة "الأخوة العربية القاتلة" والاحتلال. لأن في حال عدم حصولها على حقوقها المستلبة، فإنها ستتمرد على صبرها، الذي طال أمده. وإذا تمردت هذه الضحية، فلا أعتقد أن أحداً يستطيع معاتبتها أو ردعها، أن ذهبت لتستعيد حقوقها من قتلتها بالتحالف مع الشيطان. ولكي لا تحدث المجازر وتعصف بالبلاد حروب التطهير العشوائي، يوما بعد أخر، ومن دون كلل، علينا نحن أولاد هذا الوطن، وأبناء هؤلاء البؤساء والضحايا، وليس غيرنا، بأن نوسع حفرة دفن أرث النظام البائد، وأن ندفع بالدولة العراقية، لتعوض ضحاياه، وأن تهتم بتقويمهم وتزويدهم بالعلم والثقافة والديمقراطية واحترام القانون، لكي يبنوا حياة أفضل لهم ولأبنائهم، في عراق يتسع لجميع العراقيين، ليصبحوا سدا مانعا لمن يحاول الهجوم على دولتهم الناشئة ودستورها، وأن يوجههم لترميم وتطهير مخلفات
ما بعد الدكتاتورية والاحتلال.
صلاح الحمداني