top of page

صلاح الحمداني ـ من دفتر عراقي في المنفى 

تنويه :

هذه المقالة نشرت قبل سقوط الدكتاتورية في العراق !

الشاعر صلاح الحمداني والسامية

الأدعاء العام  الفرنسي يرد على الأتهامات الموجهة للشاعر صلاح الحمداني بإعتباره معاديا  للسامية

يا عمال العالم أتحدوا ـ وطن حر وشعب سعيد

 / طريق الشعب/ الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي/ حزيران 2001

 

الادعاء العام الفرنسي يرد على الاتهامات الموجهة للشاعر صلاح الحمداني باعتباره معاديا للسامية

 

جرت في العاشر من أيار المنصرم في قصر العدل بباريس محاكمة الشاعر والمسرحي العراقي صلاح الحمداني، بسبب الدعوة القضائية المرفوعة ضده من قبل الكاتب الفرنسي [ديديه دينانكس ـ Didier Daenincks]، والمتعلقة بتهمة القذف والتشهير العنصري ومعادة السامية.

وترجع أصول هذه القضية إلى الثامن عشر من أيلول سنة 2000، عندما نشر [دينانكس]، على موقع في شبكة الانترنت مقالة اتهم فيها دار النشر الفرنسية [لارماتان]، بأنها من خلال السلسلة الشعرية «شعراء القارات الخمس»، التي دأبت على إصدارها، تحولت إلى «مأوى لمجموعة من الكتاب والأدباء لا يتغنون إلا من شعور معاد لإسرائيل، الذي سرعان ما تحول بسرعة إلى عداء للسامية»، كما أدعى في رسالته بأن الدار باتت مرتعا للمعجبين بقادة عرب ومسلمين دكتاتوريين من أمثال صدام حسين.

وتشرف على إصدار سلسلة [شعراء القارات الخمس] "جنفيف غلانسي"، وهي شاعرة وفيلسوفه فرنسية عرفت بتعاطفها مع القضية الفلسطينية وبكتاباتها الشعرية، التي تتحدث فيها عن الانتفاضة الفلسطينية.

وكان صلاح الحمداني، الذي سبق أن نشر عدة مؤلفات شعرية في سلسلة «شعراء القارات الخمس»، قد رد على مقالة الكاتب الفرنسي "دينانكس" برسالة وجهها إليه، أتهمه فيها بالتحريض ضد الشعراء العرب والأجانب، الذين ينشرون كتاباتهم في دار نشر "لارمتان"، ويعلنون فيها مناصرتهم للقضية الفلسطينية.

وجاء في رسالة الحمداني، بأنه «إذا كانت إسرائيل، هذه الدولة التي تذبح الشعب الفلسطيني وتصادر أرضه منذ خمسين عاما، تشعر الآن بخوف من كتاباتي الشعرية فإن هذا الأمر رائع ويدعوني للفخر بنفسي».

واتهم الحمداني في رسالته الكاتب "دينانكس" بأنه «رجل وشاية ونميمة وزيف، وبلا مصداقية أخلاقية، وكاتب رديء، وإسرائيلي متعصب، يكره رؤية أسماء عربية تتصدر أغلفة الكتب الفرنسية».

وتقوم الدعوة الموجهة ضد الحمداني على اتهامه في ضوء تأويل ما ورد في رسالته، بأنها تتضمن الطعن والتشهير العنصري ومعاد للسامية. حاولت الشكوى أن تقيم ترابطا بين نص رسالة صلاح الحمداني وبين كتابات "روجيه غارودي"، الذي أعتبر القضاء الفرنسي كتاباته مسيئة بحق اليهود وذات طابع معاد للسامية، لأنها تحاول أن تضع موضع تساؤل وتراجع ما هو معروف عن المحرقة. وتأتي محاولة افتعال الربط بين ما كتبه الحمداني وكتابات "غارودي" من كون دار "لارمتان" كانت قد نشرت مطبوعا يتضمن مجموعة من المقالات حول موضوع الأديان، تضمن عددا من مقالات "غارودي".

وطالبت محامية الكاتب "دينانكس"، تغريم الحمداني مبلغا قدره [100000] فرنكا فرنسيا ما يعادل [أربعون ألف دينار] نتيجة الضرر المعنوي الذي لحق بموكلها.

وبعد أن استمعت المحكمة إلى مرافعات جميع الأطراف، قامت ممثلة الادعاء العام برد وتفنيد الاتهامات التي وردت على لسان محامية الكاتب الفرنسي "دينانكس". وأشارت ممثلة الادعاء العام إلى أن محامية "دينانكس" في الوقت الذي تتهم فيه صلاح الحمداني بالتشهير العنصري والعداء للسامية، فأنها لا تورد في متن مرافعتها سوى أمثلة لا صلة لها بالتهمة الرئيسية، وبالتالي فأنها تفتقر إلى المقومات القانونية، وتستند إلى حيثيات واهية، وتعتبر الدعوى غير جديرة بأن تعرض أمام المحكمة.

أما محامي الدفاع فقد أشار في مرافعته إلى أن "ديدية دينانكس" بات يمتلكه نوع من الهوس منذ عام 1995، يتجسد في مسعى محموم لفرض نوع من الإرهاب الفكري، عبر ملاحقة رفاق الأمس ـ إذ أنه كان شيوعيا ولا يزال يعتبر نفسه منتميا إلى اليسار ـ بتهم العداء للسامية والإساءة لليهود، عبر قراءات وتأويلات تعسفية ومتطرفة للنصوص، تساوي بين العداء للصهيونية والعداء لليهود.

وقد نفى مدير دار نشر "لارمتان" أن تكون الدار مأوى للمعاديين للسامية، مشيرا أن الدار سبق وأن نشرت كتابا عديدة تتحدث عن المذابح التي تعرض لها اليهود على يد النازية.

وكانت مجموعة من المثقفين العراقيين والفرنسيين والعاملين في جمعيات فرنسية مناهضة للعنصرية قد أصدرت بيانا يناصر الكاتب الحمداني، كما وجهت مجموعة من اليهود العراقيين المقيمين في لندن رسالة إلى المحكمة ترفض فيها أن تكون إدانة سياسية إسرائيل مدعاة للاتهام بالعنصرية ومعادة للسامية.

هذا وستصدر المحكمة نطقها بالحكم في الرابع عشر من الشهر الجاري.

bottom of page